كتاب ملعقتان ونصف من السكر
ابتسمت وأجبتها: بالفعل معك حق، لكني لم أشعر بالخوف معه حتى لو لم تكن هناك نوافذ على الإطلاق. هذا هو المعنى الحقيقي للعيش مع رجل. وجوده وسمعته وحدهما كافيان لجعلك تعيش دائمًا في أمان، لكن في غيابه، حتى النوافذ الحديدية لم تمنحني الأمان الذي كنت أحتاجه. أعطاني وجوده❤
قصة وعبرة رائعة من كتاب ملعقتين ونصف سكر
فلا تتعجل قبل أن تفهم. تقول: بينما كنت منشغلة بتقديم القهوة للضيوف، عاد زوجي من الخارج وهو في حالة غضب شديد. بدأ بالصراخ بمجرد دخوله من الباب وهو يناديني: أين أنت!؟ أيها الغبي… أنا أتصل بك!؟ هل خدشت أذنيك؟” اتصلت بك عشريين مرة ولم ترد على مكالماتي. هل أنت طرشا؟ يا طرشة أين أنت !؟
لم يكن يعلم بوجود ضيوف في منزلنا، وهذا ما جعله يخرج غضبه عليّ بكل أريحية، غير مدرك لحجم الإحراج الذي أشعر به أمامهم. ولم أعرف ماذا أقول لهم أو كيف أجيبه. بقيت صامتاً وعلى وجهي ابتسامة مصطنعة كان من السهل عليهم أن يكتشفوها، حتى سمعت صوت أمه. فأخبرته بوجود الضيوف فسكت بعد ذلك مباشرة.
طلبت منهم الإذن بالخروج على الأقل حتى أستعيد ما تبقى من كرامتي أمامهم. فدخلت المطبخ ووجدته هناك يتجول يبحث عن شيء ليأكله. قدمت له القهوة والحلويات كما كنت أفعل دائما، ولكن هذه المرة بصمت قاتل. كان يسألني وأجيب على قدر السؤال دون إضافة أو نقص. لم أتمكن من التحدث معه كما كان من قبل، حتى دون النظر في عينيه. ليس من عادته الصراخ في وجهي أمام شخص آخر. لقد كانت مشاجراتنا دائمًا محصورة داخل جدران منزلنا، وغيرها من المشاجرات التي لم تتجاوز غرفتنا، ولكن هذه المرة أمام ضيوف أحترمهم كثيرًا. لم يفعل ذلك عمدا، ومع ذلك لم أستطع أن أسامحه. لم يرتكب خطأه، فقد كان عظيماً لدرجة أنه لا يمكن أن يغفر له، أو صغيراً لدرجة أنه يمكن نسيانه بسهولة. تركته وتوجهت إلى الغرفة لأداء صلاة العصر. تبعني وفي عينيه ندم واعتذار، وتصرفات لم يستطع الاعتراف بها، فبقي في مكانه ينظر إلي وأنا أصلي، ينتظر أن أكملها.
فجلست على السجادة أصلي، فأحببت أن أعاقبه. وتعمدت أن أطيل الدعاء لكي أزعجه، لكنه ظل ينتظر وينتظر دون جدوى. وما أن استسلم رفع يديه وقال: «يا رب لا تجيبها إذا كان اسمي على لسانها».
ثم ضحكت بشدة. لم أستطع احتواء ضحكتي لفترة أطول. وكانت حالته وهو يندم ويندم وينتظر مثيرة للضحك. فقلت بصوت عالٍ: «اللهم إني دعوت له بخيرٍ كثيرٍ ومالٍ كثيرٍ ومغفرةٍ تُباعده عن النار، لكنه كعادته متسرعٌ في أفعاله وأقواله». فلا تغفر له يا رب حتى يرضيني باعتذار ليس له مثيل في الكون
قصص واقعية من كتاب ملعقتان ونصف سكر
تقول: كنت أتسوق مع ابن عمي فأصابتني نوبة سعال غريبة لا أعرف سببها. حاولت تهدئتها، لكن الأمر أصبح أكثر حدة، والأمر الأسوأ هو أن أياً منا لم يحمل زجاجة ماء في حقائبه، فبدأ ابن عمي ينظر حوله، ويبحث عن شخص يحمل زجاجة ماء، لكنني بسرعة وأشار إلى متجر قريب، لأنني أعرف المنطقة. حسنًا، أسرعنا إلى هناك، ثم طلب قريبي من البائع كوبًا من الماء، فقال: «سأبيعها زجاجة ماء ولا أعطيها كوبًا!»
ضحكت وأنا أسمع حديثهما رغم السعال الشديد. أخرجت النقود من حقيبتي وأعطيتها له. ولم يكن لدى قريبتي مال معها. ثم شربت حتى هدأ السعال، فقالت لي: لماذا الناس هكذا!؟ ماذا لو لم يكن لديك المال؟ أفلا يعطيك الماء؟”
أجبتها: لا نستطيع أن نجبر أحداً على تقديم معروف. ومن يقدمها فهو يفعل ذلك لنفسه أولا قبل الآخرين. يقدمها بكل حب وعفوية، وبما أنه اختار البيع فلا يمكننا أن نجبره على تقديمها مجاناً. لكن الجميل في كل هذا أنني بدأت أسعل بالقرب من محل لبيع المياه وليس في مكان فارغ”. منه، وأن عندي من المال ما يكفي لدفع ثمنها، وهذه رحمة من الله عظيمة. لن نترك أحدًا بدون ماء في لحظة كهذه، لذلك لم يتركنا الله عندما كنا في أمس الحاجة إليه. ♥
عن ماذا يتحدث كتاب ملعقتان ونصف من السكر؟
يحتوي كتاب “ملعقتان ونصف من السكر” للكاتبة سميحة بولبروات على مجموعة من 26 قصة قصيرة متفاوتة الحجم بأسلوبي المعتاد.
على الأغلب سيكون آخر أعمالي للأسف🥰، لأني قررت الإبتعاد عن الكتابة ومواقع التواصل الإجتماعي لفترة طويلة إن شاء الله من أجل الإهتمام بطفلي وبنفسي. لقد تضاعفت المسؤوليات كما تعلمون، والكتابة تحتاج إلى عقل صافي وهو ما لا أملكه، والصفحة تحتاج إلى وقت وهو ما لا أملكه أنا أيضا 😅.
قضيت وقتًا جميلًا في الكتابة والنشر لمدة أربع سنوات، بذلت خلالها قصارى جهدي لإيصال رسائلي النبيلة بإمساك القلم، واستمتعت أيضًا بذلك وبكل من تابعني وكل من تحدثت معه خلال تلك الفترة، و لقد حان الوقت الآن للابتعاد وأخذ قسط من الراحة لفترة طويلة.
المسؤوليات أهم عندي من الطموح، وحتى تربية طفلي الاثنين بعد فقدان والدهما في سن مبكرة هي أيضا طموح بالنسبة لي، فوفقني الله في ذلك.
ولا ننسى سميحة بولبروات وقلمها وأسلوبها. قد أعود للكتابة وقد لا أعود. لا أحد يعلم، الله وحده يعلم.
نسخ من أعمالي متوفرة في صفحة خيال للنشر والترجمة وهي قليلة بالنسبة لأولئك الذين يريدون الاحتفاظ بواحد منهم.
وستبقى الصفحة مفتوحة للقراء حتى إشعار آخر. أما أنا فأنا سعيدة بك ويشرفني متابعة كتاباتي. أعتذر عن الرحيل المفاجئ. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ❤.
سميحة بولبروات
سميحة بولبروات كاتبة وروائية من ولاية بومرداس، من مواليد 1992. مؤلفة رواية ملعقتان ونصف من السكر، وقبل ذلك كانت كاتبة قصص قصيرة، نشرت جميعها على موقع مواقع التواصل الاجتماعي، حيث لاقت رواجاً واستحساناً كبيراً من القراء والمتابعين، ومن خلال تشجيعهم وتحفيزهم قررت توثيق كتاباتي عبر… لنشر روايتي الأولى، اخترت دار خيال للنشر والترجمة بعد أن حصلت على الدعم منهم، وخاصة من الأستاذ رفيق الطيبي.